مهرجان موازين 2025 المغرب
🌀 المقدمة – صدى قبل البدء
كان الزمان بلا تاريخ، والمكان بلا عنوان.
ثم، فجأة، اهتزّت الأرض تحت وقع دفٍّ خفي، صوتٌ يخرج من جدار، أو ربما من الحلم.
عام 2025؟ لا نعلم إن كان سنةً أم شُرفة.
لكن المؤكد أن شيئًا ما يحدث: المدن لا تنام، الأزقة تتنفس موسيقى، والنوافذ... تُطل على مسارح غير مرئية.
من طنجة إلى سلا، من أيت ملول إلى تطوان، شيء يتكوّن.
صوت؟ ضوء؟ رقصة؟
كلها. ولا شيء منها.
عام 2025 في المغرب؟ لا مهرجان... بل زوبعة فنية.
عامٌ لا يُقاس بالأيام، بل بالإيقاعات التي تنبض في الشوارع، بالألوان التي تتسرّب من الأبواب العتيقة، بالعناوين التي تُكتَب ثم تُنسى، لأن المشهد أكبر من مجرد سرد. المغرب — أرض التعدد والتجذر والانفجار الثقافي — يرفع الستار عن عام استثنائي، حيث تمتزج الذاكرة بالجسد، والإرث بالصخب، والهوية بالضوء.
🎶 موازين... حيث يهتزّ الهواء
في الرباط وسلا، من 20 إلى 28 يونيو، لا تسأل عن الوقت. موازين، في دورته العشرين، لا يعترف بالتقويم. تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، يتحول الحي إلى مسرح، الشارع إلى منصة، والناس — كل الناس — إلى جمهور مفتوح على الدهشة.
روبي، المصرية التي تأتي من ضوء النيل، تطلق أولى صرخاتها على منصة النهضة يوم 20 يونيو. ومن بعيد، قادمًا من شوارع هوليوود، النجم ويل سميث، يعيد تشكيل حضوره، ليس كممثل، بل كحدث. 25 يونيو؟ سيُكتَب.
🎤 فيوجن المغرب... موسيقى تتنفس من فجوات الزمن
في طنجة، حيث البحر يتهامس مع السماء، ينبثق "فيوجن المغرب" من قلب قصر الفنون بين 17 و19 أبريل.
هو ليس مهرجانًا، بل موجة. عابرة للأجيال. ضد النمط. تذيب القوالب القديمة وتصبُّ الأصوات في قوالب لا اسم لها.
شعارهم؟ "صوت المغرب". لكن ما يُسمع لا يُترجم.
🎬 سوس الدولي... حين يصمت الكلام ويتكلم الفيلم
أيت ملول، في مايو، تصبح شاشة.
الدورة السابعة عشرة لمهرجان سوس الدولي للفيلم القصير ليست مجرد تجمع لصانعي الأفلام، بل طقس.
قضايا؟ نعم. جماليات؟ أكثر. شباب؟ بالضرورة.
المدينة تُشاهد نفسها وهي تُروى.
🎭 طنجة مرة أخرى؟ نعم، ولكن بخفة ربيع
من 24 إلى 27 أبريل، يعود مهرجان الربيع المحلي.
عُد خطوة للوراء. استمع.
ما يبدو بسيطًا — عروض فنية، لوحات تراثية، حكايات محلية — هو في الحقيقة مقاومة ضد النسيان.
مدينة تحكي ذاتها، لكنها لا تكرر نفسها.
🐎 كريفات... صهيلٌ يتقاطع مع التاريخ
من 7 إلى 11 مايو، موسم. لكنه ليس ككل المواسم.
كريفات، في نسخته الأولى، يوقظ ذاكرة الفروسية.
التبوريدة ليست عرضًا. إنها نداء.
ندوات، معارض، فنون رياضية — صحيح.
لكن في الجو شيء آخر. شيء يُشبه الرعشة.
🎥 تطوان... كاميرا على المتوسط
من 26 أبريل إلى 3 مايو، مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يفتح نافذته الثلاثين على الجنوب والشمال معًا.
أفلام؟ نعم، لكن أيضًا تصادم رؤى.
تلاقٍ لا بين صانعي السينما فقط، بل بين جغرافيات الروح.
الضوء هناك ليس للعرض فقط. بل للعبور.
•••
هذه ليست مهرجانات فقط. بل مرآة.
مرآة يرى فيها المغرب وجهه — الممزق أحيانًا، المزهو أحيانًا، لكن دومًا، حيًّا.
فإذا كنت تظن أن الثقافة حدث يُقام، فكر مرة أخرى: في 2025، الثقافة تعيش.
🌑 الخاتمة – بعد أن سكتت الضوضاء
ثم صمت كل شيء.
غادرت الفرق، انطفأت الأضواء، وعاد الناس إلى بيوتهم... لكن لا أحد كان كما كان.
لأن الفن، حين يعبر، لا يترك الأثر، بل يُبدّل الأرض نفسها.
من يتذكر المهرجان؟ الجميع. ومن ينساه؟ أيضًا الجميع.
لأنه لم يكن حدثًا.
كان لحظة خارج الزمن، شُعاعًا من ذواتنا نسيناه، فتذكرناه.
وها نحن الآن — نكتب عنه، نحكيه، نحياه.
وربما، دون أن ندري، ننتظره أن يعود.
أو ألا يرحل أبدًا.